Views: 2698
عنكاوا… أقدم مدينة مأهولة في العالم حيث المزارات والطيبة والسلام
Ankawa Today
عنكاوا اليوم .. تقع عنكاوا إلى الشمال من محافظة اربيل على بعد حوالي 4كم، وهي مركز ناحية، ويرتبط تاريخ عنكاوا بتاريخ اربيل، فجذورها تمتد لمئات السنين قبل الميلاد، كما ان اسم عنكاوا مشتق في الأصل من عمكو أو عمكا، وهو الاسم نفسه لاحدى ابواب قلعة اربيل تحديدا الباب المواجه لعنكاوا، ثم أصبح فيما بعد عمكاوا واخيرا استقر على اسم عنكاوا. عنكاوا مدينة التاخي والسلام حيث كانت ملجا لعوائل كثيرة نزحت من شتى مدن ومناطق العراق منها شقلاوا وكويسنجق وارموتا والموصل واطرافها ومن بغداد العاصمة ومناطق اخرى عانت من الإرهاب. ولأن البلدة دخلتها المسيحية منذ القرون الأولى فهي شامخة بتراثها وعمرانها، يعيشون فيها أبنائها الاصلاء كونها جزء من أبرشية حدياب العظيمة، كما ان الآثار والشواهد المسيحية فيها عديدة، سواء كانت كنائس او أديره أو مزارات، ففيها كنيسة مار كوركيس الموغلة في القدم، وكنيسة مار يوسف الحديثة العهد. كنيسة ماركوركيس تقع شمال البلدة، وهي كنيسة قديمة مساحتها نحو 30×15م، مبنية بالطابوق الآجر والحجر، يتميز بناءها بضخامة الأقواس والأعمدة فيها، ويهيمن على طرازها المعماري الطراز الروماني القديم، كما يبلغ قطر كل عمود من أعمدتها ( الأربعة عشر )مترا واحدا، وفي الكنيسة ثلاثة هياكل مخصصة لإقامة الذبيحة الإلهية، ارتفاع الهيكل الذي يقع في الوسط 7امتار، أما الهيكلان الآخران فيبلغ ارتفاعهما 5م. جددت الكنيسة ورممت أكثر من مرة على مدى تاريخها الطويل، ففي عام 1996 وبينما كان يتم ترميمها عثر فيها على أحجار وألواح تحمل كتابات وتواريخ هامة تؤكد إيغال الكنيسة في القدم، احد تلك الألواح يذكر أن الكنيسة جددت عام 816م، ولوح ثان يذكر وفاة احد الكهنة في (عمكاوا) عام 927م. وثمة ألواح أخرى لتواريخ أحدث من تلك، وكان يوجد غرب كنيسة ماركوركيس ملحق ملاصق بها بني سنة 1805 تحت اسم مار يوحنا مساحته نحو 13×4,5م.
اما كنيسة مار يوسف، وهي كنيسة جميلة ومثالية بنيت على الطراز البابلي، تقع عند مدخل عنكاوا على مساحة 10000م افتتحت سنة 1981، تعلوا وسط الكنيسة زقورة جميلة تتكون من أربع طبقات، يبلغ ارتفاعها الإجمالي 18م. غلفت الكنيسة من الخارج بحجر الحلان وهذا ما زاد جماليتها، فضلاً عن البروزات فوق كل طابق من طوابقها، فتظهر وكأنها قلعة حصينة تعيدنا إلى المعالم التاريخية في بلاد بابل وأور ونينوى وعقرقوف.
وفي عنكاوا عدة مزارات يقصدها الناس للصلاة من هذه المزارات: مزار مريم العذراء: ويعرف محلياً بـ (مريم او مريمانة) وهو عبارة عن قبتين مبنيتين على الطراز الروماني القديم يعلوهما صليبان، ويقع نحو 5 كم جنوب غرب بلدة عنكاوا، وهو من أهم المزارات لدى أهالي عنكاوا، ليس هناك معلومات تاريخية عن المزار، قد يكون الموقع حسب التقليد المحلي بقايا كنيسة على اسم مريم العذراء لقرية مندثرة، حوالي سنة 1965 كان المزار عبارة عن قبتين مخروطتين متلاصقتين لكن مستقلتين عن بعضهما البعض، في السنة نفسها قام الآهلون بتجديد المزار وإضفاء بعض التغيرات الخارجية عليه وذلك بجعل القبتين دائريتين وفتحهما على بعضهما، وقبل سنوات قامت لجنة شؤون المسيحيين بتجديد وتوسيع المزار، أشتمل على تلبيس المزار من الخارج بحجر الحلان باستثناء القبتين وإعداد موضعين على جانبي المزار لإضاءة الشموع بغية الحفاظ على النظافة، ومن الداخل تم تلبيس الأرضية والجدران بالكاشي، مع زخرفة القبتين، وكما قامت بشراء قطعة ارض كبيرة حوالي المزار، وقامت بتسييجها وبنت فيها مشتملات عديدة، وحفرت بئرا لتوفير الماء، وزرعت حواليها الأشجار والحدائق لتكون حديقة خضراء يتوسطها نافورة كبيرة، يقبل المؤمنون كثيرا لزيارة المكان، على مدار السنة، لاسيما في الربيع وأيام أعياد العذراء، وبالذات في عيد انتقالها الذي يوافق الخامس عشر من شهر آب من كل عام.
والى الشمال من عنكاوا يقع أيضا مزار مارت شموني كان الموقع في البداية عبارة عن صخرة في المنتصف يتردد عليها الناس للصلاة وإضاءة الشموع، ثم شيدت فيما بعد غرفة صغيرة مقببة من الطين، وفي عام 1985 هدمت تلك الغرفة، وأقيمت محلها غرفة اكبر بالطابوق وسقفت بالشلمان. وإبان الثمانينات، بوشر ببناء هيكل جديد على الطراز البابلي بمساهمة أبناء عنكاوا واربيل. يعتقد الناس في البلدة، إن المزار كان في الأصل كنيسة الشهيدة نفسها، التي يعد تذكارها وأولادها السبعة، في الثلاثاء الأول من شهر أيار.
مزار مار ايليا : يقع إلى الشمال من البلدة يرجع اسمه إلى ايليا عبدوكا الذي جحد إيمانه مع كثيرين من سكان عنكاوا، خوفا من حملة محمد باشا الراوندوزي الملقب ميراكور في شمال العراق بين 1831 – 1836، ولما عدل ايليا عن جحوده وعاد إلى إيمانه الأول عاد في أيلول 1831 وكتب على قبره سهدا ايليا (الشهيد ايليا).
مزار مار يوسف : المزار كان عبارة عن غرفة صغيرة من الطين تبلغ مساحتها 16 م2 وكانت غرفة لتعبد الكاهن يسمى يوسف التي بداخلها مذبح صغير، في عام 2008 تم شراء الدار المجاور من قبل ابرشية اربيل الكلدانية لتصبح المساحة الكلية 98م2 تم هدم هذه الغرفة وضمها الى الدار المذكور، وفي عام 2018 تمت اعمال الترميم الكاملة للدار . مزار مار قرياقوس: يقع المزار على تل كبير في مدخل قرية (كزنه) نحو 7كم شمال عنكاوا، وهو يشبه ببنائه الكنيسة، وكان يزار من قبل الأهالي، خاصة لطلب الشفاء للمرضى، ويحتفل به 15 تموز من كل عام. مزار مار سنيقا : يقع إلى الجنوب الغربي من عنكاوا على نحو 3كم على يمين الطريق إلى اربيل، وقد اندثر بين المنشآت العسكرية عام 1978 ضمن معسكر اربيل، وهناك اعتقاد بان الموقع وما فيه من آثار وبناء قديم ليس الآ بقايا كنيسة قديمه لقرية مندثرة تدعى(ديرك) .