Sat. Jul 6th, 2024

Views: 57

أظهر بحث جديد أن نوعا من النمل يجري عمليات بتر أطراف لرفاقه المصابين، لتحسين فرص بقائهم على قيد الحياة.

ورُصد هذا السلوك في النمل الحفار في فلوريدا، واسمه العلمي “كامبونوتوس فلوريدانوس”، وهو نوع بني يميل للحمرة يبلغ طوله أكثر من نصف بوصة (1.5 سنتيمتر) ويسكن بعض مناطق من جنوب شرق الولايات المتحدة.

ولاحظ الباحثون أن هذا النمل يعالج الأطراف المصابة لرفاقه إما عن طريق تنظيف الجرح باستخدام أجزاء من الفم أو عن طريق البتر بقضم الطرف التالف.

ويعتمد اختيار نوع الرعاية على موقع الإصابة. فحين تكون الإصابة الشديدة في أعلى الساق، يتم البتر دائما. وحين تكون الإصابة في الأسفل، فإن الساق تخضع للعلاج دوما.

وقال عالم الحشرات إريك فرانك من جامعة فورتسبورغ في ألمانيا، رئيس فريق البحث الذي نُشر، الثلاثاء في دورية كارنت بيولوجي “في هذه الدراسة، نصف لأول مرة كيف يستخدم حيوان غير بشري عمليات بتر أطراف فرد آخر لإنقاذ حياته”.

وأضاف فرانك “أنا مقتنع بأنه يمكننا القول مطمئنين إن نظام النمل الطبي لرعاية المصابين هو الأكثر تطورا في مملكة الحيوان، ولا ينافسه إلا نظامنا”.

ويتخذ هذا النوع من النمل من الخشب المتعفن بيوتا ويدافع بضراوة عن بيته ضد مستعمرات النمل المنافسة.

وقال فرانك “في حال نشوب معارك، تظهر مخاطر الإصابة

ودرس الباحثون الإصابات التي تصيب الجزء العلوي من الساق، عظم الفخذ، والجزء السفلي، عظم القصبة، وتوجد مثل هذه الإصابات عادة في النمل البري من مختلف الأنواع، والتي تتعرض لها أثناء القتال، أو أثناء الصيد، أو بسبب الافتراس من قبل حيوانات أخرى.

وقال فرانك، إنهم يقررون بين بتر الساق أو العناية بالجرح، ولا نعرف كيف يتخذون هذا القرار، ولكن نعرف لماذا يختلف العلاج، حيث يتعلق الأمر بتدفق الدم اللمفاوي، وهو السائل الأزرق المخضر الذي يشبه الدم في معظم اللافقاريات، كما أن الإصابات في الجزء الأسفل من الساق تزيد من تدفق الدم الليمفاوي، مما يعني أن مسببات الأمراض تدخل الجسم بعد خمس دقائق فقط، مما جعل عمليات البتر عديمة الفائدة بحلول الوقت الذي يمكن فيه إجراؤها.

تستغرق عملية البتر نفسها 40 دقيقة على الأقل، وأحيانا أكثر من ثلاث ساعات، مع عض مستمر في الكتف.

وفي عمليات البتر بعد إصابة الجزء العلوي من الساق، تراوح المعدل الموثق للبقاء على قيد الحياة بين 90 و95 بالمئة، مقارنة بنحو 40 بالمئة للإصابات التي لم تخضع لعلاج.

وفي إصابات أسفل الساق التي خضعت للتنظيف فحسب، بلغ معدل البقاء على قيد الحياة نحو 75 بالمئة، مقارنة بنحو 15 بالمئة للإصابات التي لم تخضع لعلاج