Views: 577
كشف البابا بمقتطفات من خلال سيرته الذاتية والتي نشرت الثلاثاء بمناسبة عيد ميلاده الـ88، عن محاولة اغتيال استهدفته خلال زيارته للعراق في اذار 2021. الزيارة التي وصفت بأنها الأولى من نوعها والتاريخية لشخصية بابوية إلى العراق، شهدت تحديات أمنية كبيرة.
ووفقًا لما أوردته صحيفة كوريري ديلا سيرا الإيطالية، خطط انتحاريون لتنفيذ الهجوم على البابا، إلا أن القوات الأمنية العراقية نجحت في إحباط المخطط وتصفيتهم قبل التنفيذ.
المقتطفات المنشورة في كتاب يحمل عنوان “الأمل: السيرة الذاتية”، كتبه البابا فرنسيس بالتعاون مع المؤلف الإيطالي كارلو موسو، ومن المقرر إصداره في أكثر من 80 دولة في كانون الثاني 2025. ..
في الكتاب، تطرق البابا إلى التحديات التي اناطت برحلته إلى العراق، حيث كان فيروس كورونا لا يزال يشكل تهديدًا عالميًا، إلى جانب المخاطر الأمنية جراء الاشتباكات بين القوات العراقية وبقايا تنظيم داعش. كما أشار إلى القلق الذي كان يسيطر على الأقليات المسيحية والأيزيدية في نينوى، والذين عانوا لسنوات من ويلات التطرف والإرهاب والممارسات الطائفية. يقول البابا في كتابه:
“رحلتي إلى العراق كانت رسالة أمل وسلام”،، حيث اشار إلى أن زيارته مثلت بارقة أمل للطوائف المختلفة في العراق، ورمزًا لدعوته إلى التسامح والحفاظ على السلم الأهلي في بلد عانى طويلًا من الحروب والصراعات الطائفية.
وبحسب الكتاب، تلقت الاستخبارات البريطانية معلومات تفيد بوجود تهديد فوري على حياة البابا فور وصوله إلى بغداد، حيث أُبلغت الشرطة العراقية أن امرأة تحمل متفجرات كانت تخطط لتفجير نفسها في مدينة الموصل خلال الزيارة. ولم تقتصر التهديدات على ذلك، إذ كانت هناك شاحنة ملغومة متجهة نحو موقع آخر ضمن برنامج الزيارة.
ورغم المخاطر، أصر البابا على استكمال زيارته وفق الجدول المحدد، وسط إجراءات أمنية مشددة.
ويقول البابا في سيرته أنه طلب لاحقًا من أمن الفاتيكان توضيح مصير منفذي الهجوم. جاء الرد من القائد الأمني باقتضاب: “لم يعودوا موجودين”. ويشير الكتاب إلى أن الشرطة العراقية تمكنت من اعتراض الانتحاريين وتفجيرهم قبل تنفيذ الهجوم.
“ما حدث كان صادمًا بالنسبة لي،” يعترف البابا، معبرًا عن حزنه لما وصفه بـ”الثمار السامة للحرب”.
الكتاب، الذي كان من المقرر أن يصدر بعد وفاة البابا، سيُطرح رسميًا بالتزامن مع انطلاق العام المقدس الكبير للفاتيكان في كانون الثاني 2025، وسيكون بمثابة شهادة على الدور الذي لعبته زيارته التاريخية في تعزيز السلام والأمل في واحدة من أكثر مناطق العالم توترًا.