Views: 101
حوار: ريبين حكيم

في ظل الثورة الرقمية واقتصاديات المعرفة، أصبح لتكنولوجيا الإعلام تأثير واضح على الهوية.
………………………………………………….
يمكن أن يكون التنوع الثقافي إضافة حقيقية للمجتمع، حيث يعزز التعايش والتضامن، ويساهم في “أنسنة” الإنسان، مما يجعله أكثر تقبلًا للآخر
…………………………………………………..
التنوع الثقافي يمكن أن يكون عاملًا إيجابيًا أو سلبيًا حسب طريقة إدارته.
………………………………………………………
حوار شيق رغم قصره ومعلومات مكتنزة وحيوية بما تحويه من افكار واراء تتناثر قيمها على سطح الواقع الذي نعيشه في ظل العولمة من خلال حوارنا هذا مع شخصية ثقافية ونقدية وسياسية لها حضورها المميز على الساحة الثقافية والاعلامية ذلك هو الدكتور عبد الحسين شعبان
الذي يتمتع بخبرة واسعة في ميادين الحريات وحقوق الإنسان والقانون الدولي وكتابة الدساتير. فقد وضع بصماته وخبرته وتجاربه على صفحات أكثر من ستين كتابًا، تناول فيها قضايا فكرية وسياسية معقدة، تتراوح بين تأثيرات العولمة، وإدارة التنوع الثقافي، والتحديات التي تواجه الهوية الوطنية في ظل التحولات العالمية السريعة. وكان هذا الحوارالذي سلطنا الضوء عبره على آرائه حول قضايا مهمة تتعلق بالمجتمع، الهوية، والعولمة.
ـــ كيف ترى تأثير التطور التكنولوجي والثورة الرقمية على موضوع الهوية؟
**في الواقع، العالم يشهد تطورًا كبيرًا على صعيد العلم والتكنولوجيا، وفي ظل الثورة الرقمية واقتصاديات المعرفة، أصبح لتكنولوجيا الإعلام تأثير واضح على الهوية. هذا التأثير قد يكون إيجابيًا أو سلبيًا تبعًا لكيفية إدارة التنوع.
إيجابيًا: إذا أُحسنت إدارة التنوع، التعامل بايجابية مع التطورات الايجابية يمكن لهذا التطور أن يساهم في تعزيز قيم المساواة بين البشر، تحقيق العدالة، إشاعة قيم الحرية، وتأكيد قيمة الشراكة والمشاركة.
• سلبيًا: إذا كانت إدارة التنوع سيئة، فقد يؤدي ذلك إلى فرض الهيمنة من قبل المجموعات الثقافية الكبرى على الأقلية، ما قد يعزز الاستتباع الثقافي والتمييز السلبي.
ـــ هل يمكن أن يكون التنوع الثقافي مصدر غنى أم أنه يخلق صراعات مختلفة؟
*التنوع الثقافي يمكن أن يكون عاملًا إيجابيًا أو سلبيًا حسب طريقة إدارته.
• كمصدر غنى: يمكن أن يكون التنوع الثقافي إضافة حقيقية للمجتمع، حيث يعزز التعايش والتضامن، ويساهم في “أنسنة” الإنسان، مما يجعله أكثر تقبلًا للآخر.
• كمصدر قلق وصراع: إذا لم تتم إدارة التنوع بطريقة صحيحة، فقد يؤدي إلى صراعات واضطرابات.العالم المتقدم يسير نحو الاعتراف بالآخر وقبول الحق في التعددية والاختلاف، وهذا ما يعزز الهوية العامة المتعددة والموحدة في آنٍ معًا
ـــ هل تعد العولمة تحديا للهوية أم فرصة لتعزيزها؟
*العولمة تيار جارف خارج عن إرادتنا، ولا يمكننا أن نكون ضدها أو معها بشكل مطلق. لكن يمكننا الاستفادة من بعض جوانبها الإيجابية، مثل:
• عولمة الثقافة.
• عولمة حقوق الإنسان.
• عولمة العلم والتكنولوجيا.
أما الجانب المتوحش من العولمة، فهو ما يجب علينا التخفيف من تأثيره على مجتمعاتنا. وهنا تأتي أهمية إدارة التنوع، حيث يمكن تحويل العولمة إلى مصدر فائدة لجميع المجموعات الثقافية، سواء للهويات الفرعية أو للهوية العامة الجامعة.
ـــ كيف تأثرت مجتمعات الشرق الأوسط بمشكلة الهوية بعد انهيار الأنظمة الشمولية؟
*في مجتمعات الشرق الأوسط، كانت الهويات الغالبة هي المهيمنة، مثل:
• الهوية القومية في البلدان العربية المتعددة الثقافات مثل العراق.
• الهوية الفارسية في إيران.
• الهوية التركية في تركيا.
بعد انهيار الأنظمة الشمولية في أوروبا الشرقية، بدأت الهويات المقموعة بالتعبير عن نفسها، مما أدى إلى تغيرات كبيرة. كما ساهمت العولمة والحركة الدولية لحقوق الإنسان في تعزيز هذا الاتجاه.
• المستقبل: إذا توفرت أنظمة تحترم التعددية، وتعترف بالآخر، فسيؤدي ذلك إلى تعزيز الهويات الفرعية، مع تقوية الهوية العامة الجامعة، التي توحد الهويات المختلفة في إطار مشترك يحترم التعددية دون فرض الوحدة القسرية.
ـــ اخيرا يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية تحقيق التوازن بين الهوية الوطنية والثقافة العالمية، في ظل تحولات متسارعة تتطلب إدارة حكيمة للتنوع والتعددية.