Views: 2

.دير مار كبرئيل طورعبدين_ تركيا.. من أقدم الأديرة المسيحية في العالم يعود تاريخ بناءه للقرن الرابع
قبر القديس كبرئيل والمعجزات والبركات

دير مار كبرئيل (ܕܝܪܐ ܕܡܪܝ ܓܒܪܐܝܠ) هو أقدم دير باق للكنيسة السريانية الأرثوذكسية وهو واحد من أقدم الأديرة المسيحية في العالم بشكل عام، يعود تاريخ بناءه للقرن الرابع الميلادي (397).
يقع الدير في منطقة طور عبدين في جنوب شرق تركيا، وهو من أهم المراكز الروحية السريانية
تمكن الدير من البقاء خلال القرون على الرغم من كل الحروب والكوارث التي مرت عليه كان آخرها النزاع المسلح الذي وقع في المنطقة بين الجيـ ــش التركي وحزب العمـ ــال الكر*دستاني وبعض العشائر الكردية.

كما تعرض الدير خلال الاف السنين لمضايقات وابـ ــادات من قبل القرى المجاورة ومن الحكـ ــومة التركيـ ــة نفسها ادت الى استشهاد الاف المسيحيين وابرز المشاكل هي حول ملكيات الأراضي ورغبة سكان القرى المجاورة بالاستيلاء على أراضي الدير.
أسس الدير الراهب صموئيل والراهب شمعون، كما أنّ بعض مباني الدير شيدت تحت رعاية الأباطرة آركاديوس وهونوريوس و ثيودوسيوس الثاني وأناستاسيوس ولا تزال قائمة حتى اليوم،
كان للامبراطورة تيودورا الدور الكبير لازدهار الدير في القرن السادس حيث يعود الفضل لها في بناء بيت المعمودية في الدير والذي تم تغييره لاحقا الى غرفة الطعام..
يضم الدير الكثير من التحف المعمارية التي يعود تاريخها للقرنين الخامس والسادس للميلاده مثل قطع موزاييك بيزنطية نادرة، قبب، أروقة، أبراج، شرفات، أبواب ونقوش وأعمال حرفية جميلة. تتخذ أبنية الدير تصاميم هندسية مختلفة وذلك بسبب بناءه في مراحل وحقب مفاوتة.
على مر التاريخ أعطي هذا الدير تسميات عدة، حيث أطلق عليه في البداية اسم دير مار صاموئيل ومار شمعون نسبة إلى مؤسسيه، كما عُرِف الدير بدير العمر ديرو دعومرو، وعومرو دمور كبرييل، ومعناها مقر الإقامة، أي مكان إقامة الرهبان، ومن تلك التسمية اشتقت التسمية العربية دير العُمر، والتي استعملت كذلك في اللغة التركية، وفي نفس الوقت سمي بدير قرطمين، بسبب قرية قرطمين الواقعة بالقرب منه.

أما اسمه الحالي فيرجع للقديس مار كبرئيل (634 – 668) أسقف طور عبدين، والذي عزي إليه اجتراح المعجزات، وقد لعب هذا الأسقف دوراً هاماً في تطوير الدير، حيث كان مقر إدارته الكنسية.
ويتوارث القول حول قديسا يسمى مار كبرئيل، ولد في عام 574 للميلاد، في قرية باقسيان الواقعة في طورعبدين جنوب شرق تركيا، وكان قد تعلم في مدرسة كنيسة القرية، أراد أبواه أن يزوجاه، ولكنه أحب أن يكرس حياته للعبادة، فغادر بيت أهله وتتلمذ لدى ناسك فاضل اسمه جاروجي (كيوركيس)، وبعد أن علمه واختبره بأمور كثيرة ألبسه زي الرهبنة المقدس.

وبعد أن قضى سبع سنين في التعلم، أراد ماركبرئيل أن يبتعد من مدينته، فأذن له معلمه فذهب إلى دير مار شمعون، وهناك رحب به الرهبان، وعاش معهم سنوات كثيرة، لمسوا فيها تواضعه ومحبته وأعماله الصالحة، وجعلوه فيما بعد رئيسا للدير، ومن ثم مطرانًا للأبرشية وهو في الستين من عمره، وتوفي في 23 كانون الأول/ ديسمبر 667.
لذلك يصنف الدير من بين أندر الأديرة المسيحية وأقدمها، والتي تمكنت من المحافظة على نمط حياتها الرهبانية باستمرار خلال هذه الفترة الطويلة (16 قرن بالنسبة لدير مار كبرئيل)، باستثناء بعض الفترات القصيرة، التي هُجر فيها الرهبان بسبب الحروب، أو الاضطرابات المحلية الداخلية في تركيا.